وطن الحرية ووطن الحنية

اخبرتني فى احد المكالمات التليفونية الدائمة بيننا ان اخيها

سوف يسافر الى امريكا

سعدت بشده لانة كان حلم حياته السفر لامريكا بصفه خاصة

دون عن سائر البلدان

كانت تمثل لة الحلم والامل فى مستقبل مزدهر ومشرق

وها قد جائتة الفرصة اخيرا وسيسافر الى ارض الاحلام والحرية

باركت لها واثنيت على استمرار سعية لتحقيق حلمة حتي وصل الية

واستغربت صديقتي من رد فعلى لانها تعلم وجهه نظرى حول امريكا

والسفر لها والتعلق بها وبالحياة فيها

فأخبرتها اننى سئمت فرض التعلق بوطن على شباب هجرهم وطنهم

ولم يصبح مسئول عنهم والحياة فية معناته دمار لحاضرهم ومسقبلهم

وهذا لن يكون عدل منى لانة ظلم للشباب ولطموحهم فى بناء مستقبلهم

واضفت انة لا مانع من تغيير الفكر عندما يثبت خطأوة

كنت منذ عرفتها من اكثر من 11 سنة وصرنا اعز اصدقاء

وتبادلنا الزيارات العائلية وصار اخوانها اخوانى وصرت اعرفهم جيدا

واعرف ان هذا طموح اخوها وغاية امالة وشئ جميل ان يحققة اخيرا ..

ورغم ما نسمعه عن اضطهاد العرب هناك وسوء المعاملة لهم

لكن كنت مطمئنة على اخو صديقتي لانه كمسيحي سيحظي

بنوع اخر من الحرية والمعاملة الحسنة والاطمئنان بينهم وهذا ما يفتقده هناك

اخوانه من نفس الوطن ولكن جريمتهم فى امريكا هو انهم مسلمين

وهذا كفيل بتعليق اى جريمة عليهم حتي وان كانت فى ولاية لم تطؤها قدمهم

وسافر وبدات اسال صديقتي عن احوالة من آن لاخر ولكنها كانت تخبرني

بانه غير سعيد وبانه يواجه مشاكل عديده منذ نزولة لارض المطار

تكمن فى مضايقات الامن والساعات التى قضاها يحاول تبرير سبب وجوده

وكأنه متهم مسبق وله جرائم سابقة التجهيز وعلية ان يبرء نفسه منها

وبعد ذلك اخفاقة فى الالتحاق باحد الكليات لمعادله شهادتة ولن يستطيع

الاستمرار الا بوظيفة لا تتناسب مع مؤهله الجامعى كخريج اعلام

توقعت انها مشاكل لابد منها لاى شخص فى بداية سفرة لاى دولة

ولكن بعد فترة قصيرة من سفره اخبرتنى انه سيعود !!

استغربت كثيرا وحزنت بشده

لماذا يعود بعد ان توه وضع قدمه على اول طريق تحقيق حلمة !!

وفي يوم السبت 6 يناير اتصلت بها للترتيب حتي نخرج سويا يوم العيد

ففوجئت بها تستعد للنزول لاستقبالة فى المطار ..

وتانى يوم اتصلت لتهنئتها بعيد الميلاد المجيد والاطمئنان على اخيها

وانه قد اتى بالسلامه وان عليها ان تطيب خاطرة وتهدا نفسة

فكان بالعكس تماما وهو انه غير حزين على العوده بل على الذهاب

وانه راي هناك ما اساءة وجعله يغير فكرته عن وطن الحرية ووطن الديمقراطية

سردت لى الكثير والكثير حول اكذوبة هذا الوطن

وكيف ان من بعد السابعه مساء لا يستطيع اى انسان الخروج بدون سيارة

وكيف ينتشر فى الشوارع المجرمين وقطاع الطرق والمجانين والعاهرات

وكيف لا يوجد هناك دين ولا عفه ولا اخلاق ولا امن ولا امان

وهنا تاكدت ان نظرتي لامريكا كانت ولازالت صائبة

وفلا احترام لكل من هو ليس امريكي فاين الحرية والاحترام للاخرين

اين الحرية فى انك لا تستطيع الخروج بحريتك فى الوقت الذي تشاؤه

كما نجدها فى مصر ولساعات متاخرة جدا

اين احترام حرية الراي والفكر والعرق التى يدعون لها فى الشرق الاوسط

فى حين ان كل ماهو غيرهم موضع اشتباة وتجريم ؟

نعم فحرية امريكا هي العنصرية والاساءة للاديان وللاعراق فى جوانتناموا

نعم فحقوق الانسان الامريكية هي ابو غريب والقتل وسفك الدماء بدون محاكمة

نعم فعدالة امريكا هي سرقة خيرات الدول واحتلالها وتكبيد شعوبها واحتكار موارده

نعم فالامن فى امريكا هو الفوضي التى سببتها فى العراق وافغانستان

وفى لبنان وفلسطين باوامرها وبسياسة الكيل بعشرين مكيال

حتي المسيحيين الشرقيين ليسوا كمسيحيين الغرب فى ميزان امريكا

ويعتبروا مسيحيين من الدرجة الثانية على حد تعامل الكنائس الغربية معهم

كل ماهو عربي هناك مدان فاين العدل والحق والشرعيه

ان تذهب الى الكنيسة هناك فهو الغير طبيعي بخلاف اننا فى مصر

تجد الطفل يذهب الى كنيستة ومتعلق بها كما يذهب لمدرستة وبيته واهله

تجد الصفه العامه فى بناتنا الادب والالتزام الا قلة ونعتبرهم شاذين

اما فى امريكا العكس تمام .. قالت لى صديقة امريكية من اصل عربي

ان الفتاه اذا ظلت عذراء الى زواجها فيشك فيها الزوج ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

!نعم فعلى حد قولها يتوقعها اما متدينة لدرجة التشدد ! او لا يرغب فيها احد

هذا هو فكرهم الاخلاقي المستنير

حقا الدين فى مصر

والمسيحيه والمسيحي الحقيقي هو فى مصر

والاسلام والمسلم الحقيقي هو من فى مصر

وهنا نعي من جديد ونتاكد ان مصر رغم عيوبها وسلبياتها واخطاء البعض

الى انها لازالت بلد الامن والامان والحرية لكل الاديان

بلد الاخوة والتسامح لكل المسلمين والمسيحيين وللجميع

قد نتفق او نختلف حولها ولكن بالمقارنة بغيرها سنري عذوبتها وصفائها

غير المتسامح فى مصر ننتقده وغير المهذب ننتقده

اى ان سلوكيات الافراد الغير سويه ننتقدها ونتبرا منها

اما فى امريكا فالغير سوي هو الطبيعي وغيره هو الشاذ

فالنذهب كما نشاء الى كل الاوطان ونجرب

وطن الديمقراطية ووطن المال ووطن التقدم

ووطن الحرية .. ولكن ستبقي مصر هي وطن الحنان والامان